- fahad
- 3:15 م
- أضف لمعلوماتــك
- لاتوجد تعليقات
كان مشهد تنحي الرئيس المصري الليلة 11 فبراير 2011 دراماتيكيا بالنسبة للمصريين، بعد 17 يوما من التظاهرات بدأت من صفحة على الفسيبوك تدعى " كلنا خالد سعيد" . الخبراء السياسيون يطلقون عليها ثورة " الفسيبوك " بسبب قيام الشباب بتنظيمها من خلال صفحاتهم وجروباتهم الإفتراضية . موقع " أكشنها " ينشر قائمة بأهم 5 شباب كان لهم تأثيرا في تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. الشباب الخمسة الذي تبلغ أعمارهم مجتمعين 137 عاما لا يعرفون بعضهم بعضا، وهم غير متشابهين سوى في شئ واحد فقط، وهو أنهم أعضاء في مجتمع الـ Facebook .
خالد سعيد " 28 سنة "
خالد سعيد "عمره 28 سنة"، شاب دون إنتماء سياسي يهوي الموسيقى ويعشق قطته الشيرازي وكان مدمنا على الإنترنت بشكل كبير خاصة "الفسيبوك"، ولكنه لم يكن يملك جهازا واتصالا مع الإنترنت داخل منزله، لذلك كان يتردد كثيرا على مقاهي الإنترنت.وفي السابع من شهر يونيو الماضي، اعتدى إثنان من الشرطة السرية في الإسكندرية على خالد سعيد بالضرب الوحشي في أحد مقاهي الإنترنت حتى فقد حياته. وذلك عقاباً له على نشر فيديو على شبكة الإنترنت يظهر تورط رجال شرطة في تجارة المخدرات. في اليوم التالي، تحول خالد سعيد إلى رمز بين الشباب المصري، وأصبح موته محركا لمسيرات شبابية من أجل محاكمة قاتليه . وقد قام الشباب بإبتكار الكثير من طرق التعبير عن غضبهم، ومنهم تجمع ألوف الشباب في الشارع وهم يرتدون الملابس السواء ويقفون صامتين في مسيرة كانت من أحد التظاهرات تأثيرا في مصر طوال حكم حسني مبارك. بعد ذلك، تم إطلاق صفحة على الفيسبوك تدعى " كنا خالد سعيد " وكان الأشخاص الذين يقمون بتفعيلها وتحديثها يوميا مجهولي الهوية، وكانوا هم من طالبوا بعمل مسيرة مليونية في يوم 25 يناير ، في اليوم الذي يصادف احتفال الشرطة بعيدها السنوي. وبالفعل، خرج الشباب المصري، أو شباب الفسيبوك كما يسمونه في مصر يوم 25 يناير، وأدى إلى إسقاط مبارك في 12 فبراير 2011.
أسماء محفوظ " 25 سنة "
أسماء محفوظ، فتاة مصرية عمرها 25 سنة، لم تنشغل بوضع الماكياج مثل باقي الفتيات، إنما انشغلت بإيقاظ الرجولة في صدور الشباب المصري. تعتبر أول فتاة تدعو الشباب إلى النزول للشارع عبر صفحتها على الفيسبوك. سجلت دعوتها بالصوت والصورة وشاهد الفيديو اكثر من مليون شاب مصري. هي طالبة في إحدى الجامعات الخاصة، و بدأت نشاطها السياسي من شبكة الإنترنت وتحديدا من علي موقع الفايسبوك الاجتماعي حيث التحقت بمجموعة إضراب 6 أبريل سنة 2008. تحكي بالعامية المصرية على أحد مواقع الانترنت عن أولى نشاطاتها الاحتجاجية فتقول:"فضلت شويه أشارك من بعيد لغاية ما نزلت أول مظاهرة..طبعا كنت خايفه جدا كانت المظاهرة أمام نقابة الصحفيين ومكنتش عارفه حد، بس نزلت وشاركت واتعرفت علي الناس ورجعت أوصف للناس علي الفيس بوك ما حدث وأشجعهم ينزلوا للواقع، في الأول بابا كان خايف عليّ أوي وأهلي حاولوا يمنعوني كتير..كنت عارفه كويس الأمن بيعمل ايه وبيقدر يخوف البنات أزاى..بس كنت بقول لنفسي لو أنا خفت وغيري خاف هنفضل زي ما أحنا ومش هنتغير ولا هنعمل أي حاجه ويبقى عليه العوض في البلد دي". وبعد نشاطها ودعوتها للخروج في 25 يناير، بدأت مباحث أمن الدولة بتهديد أفراد أسرتها كي يجعلها تخاف وتتراجع، إلا أن كانت لا تخش شيئا.
وائل غنيم " 30 سنة "
وائل غنيم "30 سنة " لم يكن يعلم وائل غنيم " 30 سنة " الذي يعمل في دبي أنه عندما طرح خدمة "إجابات" التابعة لموقع "غوغل" باللغة العربية، أنه سيكون أحد أهم الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة. لقد أصبح شهيرا ما بين يوم وليلة، في الوقت الذي كان يريد أن يبقى اسمه مجهولا، ويريد أن يعمل بصمت. يعمل وائل غنيم بوظيفة مدير التسويق الإقليمي لشركة غوغل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وكان يعمل بصمت عندما قام بفتح صفحة على الفسيبوك" كلنا خالد سعيد " التي انضم إليها 700 ألف شاب مصري حتى لحظة تنحي حسني مبارك. قبل المظاهرات، توجه من دبي إلى القاهرة وشارك في المظاهرات وتم اعتقاله 12 يوما داخل مبنى سري تابع لأمن الدولة . وأثناء اعتقاله قامت الدنيا في الولايات المتحدة بعد أن أعلنت غوغل باختفاء أحد موظفيها، الأمر الذي جعل كل وسائل الإعلام الأمريكية بالبحث عنه أيضا، حتى أن قناة سي إن إن الأمريكية قامت بعمل مقارنة بينه وبين نائب الرئيس المصري السابق عمرسليمان. حصل وائل غنيم على شهادة البكالريوس في هندسة الحاسبات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004، كما حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2007.ويعمل غنيم في مجال الإنترنت منذ عام 1998 حيث قام حينها بإطلاق أحد أكبر المواقع العربية زيارة حتى يومنا هذا، ثم عمل من 2002 إلى 2005 في شركة Gawab.com خدمات البريد الإلكتروني والتي وصل عدد مشتركيها لأكثر من خمسة ملايين مشترك بالعالم العربي، وفي الفترة من 2005 إلى 2008 قام غنيم بتكوين وإدارة الفريق الذي قام بإنشاء بوابة معلومات مباشر Mubasher.info وهي أكبر بوابة معلوماتية باللغة العربية متخصصة في مجال أسواق المال. كما عمل غنيم كمستشار في العديد من المشاريع مثل مشروع تطوير بوابة الحكومة الإلكترونية بمصر، ومشروع تطوير موقع Sindbadmall.com التجاري.
محمد البوعزيزي "27 عاما"
لا يدرك الشاب التونسي محمد البوعزيزي" 27 سنة " الذي يعيش الآن كرمزا ثوريا داخل قبره في تونس، أن 24 مواطناً عربياً على الأقل أضرموا النار في أنفسهم تقليدا لاحتجاجه ولأسباب اجتماعية متشابهة. وقد أطلق بعض علماء الاجتماع والكتاب الصحفيون اسم "ظاهرة البوعزيزية" على ذلك. إلا أن الأهم أن البوعزيزي لا يعلم وهو في قبره أنه سيكون الشرارة الأولى لإسقاط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وليكون حجر الدينمو الذي يحرك الثورة المصرية التي كان جاهزة للإنفجار، ولكنها تنتظر الشرارة المناسبة. تخرج البوعزيزي من الجامعة، لم يجد عملا فقام بشراء عربة صغيرة لبيع الفاكهة والخضار، إلا أن السلطات صادرت العربة، وصفعه شرطي أمام الملأ. لم يكن البوعزيزي حزينا على عربته بقدر ما كان حزينا على الإهانة التي تلقاها من الصفعة، فقام برفع قضية في محكمة المحافظة ، إلا أن الجهات المسؤولة رفضت استقبال القضية، ورفضت محاكمة الشرطي، فقام البوعزيزي بحرق نفسه إحتجاجا على الإهانة. وقبل الحرق بيوم واحد، كتب على الفيسبوك جملة إلى والدته قال فيها :"مسافر يا أمي، سامحيني، ما يفيد ملام، ضايع في طريق ماهو بإيديا، سامحيني إن كانعصيت كلام لأمي، لومي على الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع, يزي ما بكيت و ما سالت من عيني دموع، ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس، أنا عييت و مشى من بالي كل اللي راح، مسافر و نسأل زعمة السفر باش ينسّي ". أدى حادث محمد البوعزيزي إلى احتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي، يوم السبت 18 من ديسمبر 2010 حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. المظاهرة كانت للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. حيث خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية. وعلى إثر ذلك تنحى زين العابدين بن علي عن الحكم بعد 23 سنة قضاها في الحكم.
مارك زوكربيرج " 27 عاما "
يعتبر الشاب الأمريكي مارك زوكربيرج " 27 عاما" مؤسس وصاحب موقع " الفيسبوك" هو الرقم الأصعب في معادلة الشباب في العالم، فهو الأكثر تأثيرا على الإطلاق، إلى درجة أن الحكومة المصرية برئاسة حسني مبارك قامت كردة فعل إستباقية على تظاهرات 25 يناير بإغلاق الإنترنت خوفا من " الفيسبوك " . فعليا، يديرمارك زوكربيرج التفاصيل اليومية لحياة 500 مليون إنسان، وهو العدد الفعلي لمشتركي الفسيبوك في كل أنحاء الكوكب. اختارته مجلة تايم كـ "شخصية العام " حيث ساهم في تغيير حياة مئات ملايين البشر والمجتمع بالكامل.ملايين البشر والمجتمع بالكامل. وقالت المجلة أن الموقع ساهم بربط العالم ببعضه، وقام بخلق نظام جديد لتبادل المعلومات وغير حياتنا بأكملها. وهو ماحدث فعلا، حيث اعتمد الشباب المصري على الفسيبوك ليكون منصة أساسية وعنقودية من أجل تجميع بعضهم للخروج في يوم 25 يناير. وإذا ما تخيلنا غياب الفسيبوك عن الوجود، فإن عملية تجميع بعضهم مستحيلة للغاية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق