- fahad
- 7:47 ص
- لاتوجد تعليقات
فيفاء عبر التاريخ
باديء ذي بدء أقول :
التاريخ : هو معرفة أخبار الماضين وأحوالهم من حيث المعيشة والسياسة واللغة والأدب وكذلك اعتقاداتهم 0
وتاريخ العرب قبل الإسلام ليس معروفاٌ يقيناٌ لأسباب عدة 0ولكن المؤرخون والنساب أجمعوا على أن العرب ينقسمون إلى ثلاث طبقات 0
أولاها العرب البائدة : وهذه الطبقة لم يصل إلينا شيء صحيح من أخبارهم إلا القليل كعاد و ثمود 0
ثانيهما العرب العاربة : وهم القحطانيون الذين اختاروا اليمن منازل لهم ،
ومن أمهات قبائلهم وأشهرها، الفرعين الكبيرين كهلان وحمير ، وما يهمنا هنا
هو فرع حمير 0
وشعب حمير : يتفرع منه عدة قبائل مشهورة ، والذي يهمنا منها هو قبيلة قضاعة
التي خرجت منها معظم قبائل اليمن الكبيرة ، كجهينة وبلي وغيرهم ، والى
قضاعة هذه تنسب جميع قبائل فيفـا وما جاورها 0
وثالثهما العرب المستعربة : وهم العدنانيون ومن أمهات قبائلهم ربيعة ومضر وآياد ، ونزار 0
فيفاء عبر التاريخ
إن جبال فيفاء لم تلق الاهتمام من المؤرخين القدامى ، وربما يعود السبـب في ذلك إلى عزلتها قديماٌ عن العالم المحيط بها 0
وكذلك لأنها كانت عبارة عن بلد صغير منعزل في سلسلة جبال السراة ولم يكن له
أي مشاركة في المعتركات السياسية ، والعناية التاريخية مقصورة في الغالب
على التقلبات والحوادث السياسية 0
إضافة إلى وعورة وصعوبة الطريق المؤدي إليها ، والذي ربما سبب تكاسـلاُ لبعض المؤرخين 0 الذين أرخوا للمناطق المجاورة لجبال فيفاء 0
أضف إلى ذلك جهل أبناء فيفاء قديماٌ ، وانتشار الأمية مما نتج عنه عدم
تدوين أي معلومات أو تاريخ عن هذا الجبل ، ولذلك فان فيفاء لغزاٌ محيــراٌ
للباحثين وحتى لابنائه على الأقل حتى الآن ، وقد كان الحكم الفعلي المباشر
في جبال فيفاء لمشايخ قبائلها وربما انه كان يطلق على بعضهم اسم سلطان ،
ويوجد بعض الأماكن في فيفاء والتي يطـلق عليها اسم سلطان كحيفة السلطان
وغيرها ، ويتناقل كبار السن في فيـفاء وجيلنا في الوقت الحاضر حكايات عن
سلاطين ظلمة كانوا يحكمون جبال فيفاء بشيء من الظلم والتعـسف ، كسلطان
القزعه والذي سنأتي على ذكره في باب قصص من فيفا0
ولكن من المؤكد أن جبال فيفاء لها حضارة عريقة 0 لأسباب عدة منها طيـب مناخها والذي يفقده الكثير من العالم الذي يحيط بها 0
إضافة إلى ذلك خيرات ذلك الجبل الزراعية 0 وربما في القريب العاجل سنجد أثراٌ أو مخطوطة يحل بها هذا اللغز 0
وأقدم تاريخ من وجهة نظري ، ومن وجهة نظر الكثير من أبناء فيفا يعود إلى ما
قبل البعثة ، وسنتطرق إلى قصة هند بنت عتبة في الأودية في فيفا وسبـب
تسمية شط الصبايا في وادي ضمد 0
حيث أن شط الصبايا قريب جداٌ من قبيلة المدري ، ويؤكد كبار السن في فيفـا
بأن الكاهن الذي حكم ببراءة هند بنت عتبة ، كان من أهل نافية بقبيـلة
المدري بفيفا 0
وهذا التاريخ حتى الآن هو أقدم تاريخ لتلك الجبال للأسباب التالية المؤكدة لصحته :
وقد ذكرها الهمداني المتوفى في سنة 334 هـ ، في صفة جزيرة العرب في اكثر من
موضع وذلك عند تحدثه عن سراة خولان قضاعة وعن مواطن خولان وقبائل فيفا
ينتمون إلى خولان هذه ولكن ذكره لها لم يأتي بأسم فيفا ، ولكن بذكر اسم جزء
منها وهو ( أنافية ) من باب إطلاق اسم البعض على الكل 0
وانافية المذكورة اسم لجزء من جبال فيفاء تعرف بنافية تحتوي على مجموعة قرى
دامرة من أهمها ( خيران - المصينعه - الحلفة ) وغيرها من القرى ، ويحكى أن
أهالي هذه القرى سلط الله عليهم دويبة ، تسمى الاسليل أفسدت عليهم كل شيء
حتى هلكوا وكذلك قرية الحنانة بجبل آل امثويع والتي سنتطرق إليها في باب
قصص من فيفا0 ولعل هذه القرى المذكورة جزء منها هي المعمورة من فيفاء زمن
الهمداني ، ولعله تكاسل عن الصعود إلى الأماكن الأكثر ارتفاعاً في فيفا
ولذا لم يذكر إلا هذا الجزء من فيفاء فقط ويؤكد استنتاجي هذه الأبيات
القادمة لأبي عمرو الشيباني التي ورد ذكرهــا في معجم البلدان لياقوت
الحموي 0 في مادة ( صماد ) عندما انشد أبياتاً لأبي عمرو الشيباني المتوفى
سنة 340 هـ 0 يقول فيها :
1 - قرب شط الصبايا من قبيلة المدري بفيفا 0
2- انه في القديم كان يطلق على جنوب مكة اسم اليمن عموماً ومن مكة وشمال
مكة يطلق عليها اسم الشام عموماً 0 والقصة تذكر أن هذه المرأة قدمت من
الشام إلى اليمن 0
3- إن ما يتناقله كبار السن في فيفا على أن الكاهن من قبيلة المدري لم يأت من فراغ بل توارثوا ذلك القول عن أسلافهم 0
4- كان يوجد في تلك الجهة كهانة عريقة يحتـمل توارثهم لها من الجــاهلية
وكما سيرد ذكر شيخ فيفا قاسم أحمد المعكوي ، الذي استطاع هزيمة أميـر أبـى
عريش في بعض المعارك الدائرة بينهم ، والتي سيرد ذكـــرها في موضعها من هذا
الكتاب حيث أن هذا الشيخ كان من قبيلة المدري ، وكان يشتهر بضرب من
التنجيم والكهانة 0
والله لو كنتم بأعلى تلعــة من روس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتم من ثـم قرع سيوفنا ضربـا بــكل مهــند جمــاد
والله لا يرعى قبـــيل بعدنا خضر الرمادة آمنا برشــاد
وجبل صماد المقرون ذكره بفيفاء جـبل لازال يحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا من
جبال بالغازي ويحد فيفا من جهة الـشمال ، والملاحظ انه لا يفصل بين هذه
الأبيات وبين تعريف الـهمداني المذكور أعلاه إلا عدد قـليل من السنوات 0
وربما يثبت مع مرور الأيام أن تاريخ فيفا يعود في القدم لأكثر مما ذكر هنا
خاصة وأن مثقفي فيفاء وعلماءهم قد بدءوا يبحثون في الماضي والحاضر لحل لغز
جبال فيفاء 0
والذي يجب أن يعرف إن فيفاء ليست قبيلة كما يظهر للبعض ، بل هم عدد كبير من
القـبائل ولكن نظراً لاستقرارها في هذا الجبل ، فقد نسبت إليه حيـث أن كل
جبل من جبال فيفاء تستوطنه قبيلة وبعض هذه القبائل لها أسماء مشهورة ،
ومطابقة لأسماء قبائل مشهورة أخرى 0
والراجح عندي إن لم أجد ما يردني عن رأيي هذا بالبراهين والأدلة أن هـذه
القبائل التي تحمل أسماء قبائل مشهورة هي أصلاُ جزءاً من هذه الـقبائل وأن
السبب في استيطانها لجبال فيفا يعود إلى تلك الحروب والمجاعات والأهوال
والعواصف والاضطرابات التي كانت في المخلاف السليماني 0
ونظراً لأن جبال فيفاء كانت في عزلة تامة عمن حولها ، وكذلك فإنها جبال
آمنة وبها الكثير من الخيرات فان هذه القبائل قد لجئوا واستـوطنوا في هذه
الجبال نتيجة لظروف واجهتهم أو تحت وطأة أي سبب آخر ، فمثلاً قـبيلة الحكمي
في فيفاء قبيلة كبيرة ويؤكد المؤرخ العقيلي أنها جزء من قبـيلة الحكمي
المعروفة في المخلاف السليماني 0 وذلك بذكره في كتابه المخلاف السليمـاني
أن قسماً من هذه القبيلة قد استوطنت جبال فيفاء 0
ولو عدنا إلى قبيلة بالحكم لوجدناها قبيلة كبيرة معروفة ، ومنهم عبد الجد
الحكمي اسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسليمان بن طرف الحكمي
مؤسس دولة المخلاف السليماني 0
بالرغم من أن قبيلة الحكمي في فيفا ينتهي جدها باسم حكم ، ولا ادري على وجه
التحديد هل مسمى الحكمي نسبة إلى هذا الجد أم إلى قبيلة الحكمي المذكورة
أعلاه ، وهو اقرب إلى الواقع والله اعلم 0
كذلك نجد اسم قبيلة الحربي ، وكذلك قبيلة العبدلي وربما أنها جزء من قبيلة
العبادل وكذلك الشراحيلي ويعود اصل الشراحيلي إلى الحرث كما قـيل 0
ومما يزيدني يقينا أن هذا الرأي هو الراجح ، والحق إن شاء الله هو وجـود
قبيلة الأشراف من ضمن قبائل فيفاء ، والتي يرجع نسبها إلى آل يحي بن يحي من
سلالة الإمام الهادي يحي بن الحسين الرسي ، والذي يعود نسبه إلى علي بـن
أبى طالب رضي الله عنه 0
ولكن ليس لدينا أي مصدر يؤكد تاريخ استيطانهم لجبال فيفاء ، ولكن لديـنا
السبب في استيطانهم لهذه الجبال حيث انهم استقدموا من قبل أهالي جبال فيفاء
للاستفادة من علمهم وذلك منذ عهد بعيد .
كذلك وجود فخذ من قبيلة الأيتام وهم آل رمحة ، ومنهم شيخ آل محرب والأيتام
الشيخ علي بن يحي وجده السادس يدعى قراد ، ويعود نسبهم إلى منجد بهروب
بالإضافة إلى قبيلة آل عمرو ، وبالرغم من أنها قبيلة صغيرة في فيفاء إلى أن
نسبهم يعود إلى آل سلمة من قبائل بني مالك 0
ويذكر كبار السن في فيفاء أن قبائل فيفاء تنقسم إلى أقسام وهم :
أولاً :
قبائل آل مغامر: حيث يذكر الشيخ علي قاسم الفيفي انهم يعودون في النسب إلى
عبيد بن سعد بن الليث بن عبيد بن مالك بن زيد بن أرطأة بن شرحبيل بن حجر بن
الربيعة بن سعد بن خولان بن عمرو الحافي قضاعة ، وعبيداً هذا قد عاصر زمن
الرسول صلى الله عليه وسلم بل أنه نسب جميع قبائل فيفا إلى سعد بن الليث
والد عبيد هذا ( أ-هـ ) 0
ثانياً :
قبائل أولاد عطا بن احمد ، وقبائل آل عبيد بن احمد : ويذكر كبار السن في
فيفاء انه في القديم أتى إلى فيفاء ثلاثة من الأخوان وهم عطا بن احمد
واستقر في جبال فيفاء كذلك عبيد بن احمد واستقر أيضا هناك ، ومالك بن احمد
الذي استقر في جبال بني مالك المحادة لفيفا ، والذي تنسب إليه قبائل بني
مالك هناك ، ويعود نسب هولاء والله أعلم إلى هاني بن خولان بن عمرو الحافي
قضاعة ويطلق عليهم لقب يهنوي0
ولكن الشيء المهم والذي يجب أن يعرف من الجميع أن كل قبائل فيفاء والمناطق
المجاورة لها المسماة بساق الغراب ، يعود أصلهم جميعاً إلى خولان بن عـمرو
بن الحاف بن قضاعة 0
فائدة :
لا فرق بين أن نقول الحاف قضاعة او الحافي قضاعة فكلها سواء حسب ماورد في كتب التاريخ واللغة 0
ويطلق على قبائل فيفاء لقب يهنوي ، وعلى بعض القبائل المجاورة لها لقب فرودي وربما أن السبب في هذه التسمية يعود إلى الآتي :
حيث أولد خولان بن عمرو الحاف قضاعة سبعة نفر منهم :
حيّ بني خولان وهو الأكبر من ولده ، وسعد بن خولان ، وهو الذي ملك بصرواح
وهانئ بن خولان ، ورازح بن خولان ، وصحار بن خولان ويضيف بعض النساب إليهم
أولاداً آخرين 0 وجعلهم بعضهم ثلاثة عشر ابنا 0
وقد أولد حي بن خولان عدد من الأولاد ومنهم ( جيهم ) الذي قـال فيه امريء القيس :
فمن يأمن الأيام من بعد جيهم فعلن به كما فعلن بحزفرا
وقد زعم أهل الأخبار أن جيهما المذكور كان ملكاً من ملوك حمير 0
وأولد سعد بن خولان : عدد من الأولاد منهم ربيعة بن سعد الذي أولد عدد من
الأولاد منهم فرود بن سعد بن ربيعة واليه تنسب بعض القبائل كـبني الغازي
وكذلك أولد الربيعة بن سعد حجر والذي تنسب إليه قبائل آل عبيد في فيفاء كما
هو مذكور سابقا 0
وكذلك ولد هانئ بن خولان عدد من الأولاد 0 والى هاني هذا تنـسب معظم قبائل
فيفاء ، إن لم يكن كلها 0حيث يطلق عليهم اسم اليهانية مفردها يهنوي والله
أعلم 0
وبالجملة وكما ذكرت سابقاً فان كل قبائل فيفاء تعود إلى خولان بن عمر الحاف
قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ (ربما النبي هـود) بن سام بن نوح
بن لمك بن متوشلخ بن اخنـوخ ( النبي إدريس عليه السلام) بن اليارد بن
مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم عليه السلام .
قبائل آمغامر ( آل عبيد ) ويطلق عليهم لقب مغامري وهم عدة
قبائل منها : آل امثيب . آل امداثر . الأبيات . وهم ثلاث قبائل آل حسين آل
امجرف آل امعمامي آل سلمان .
ومواطن قبيلة آل امثيب كالتالي : مروح . بقعة آل سنحان بقعة العوق . دحرة
آل عياس . وادي المزام . وادي الفرع . وادي اليسير . نيد الكتبة حبيل مروح
. ذراع منفة . المسنى . الملبوخ . بقعة القديم . نيد الصدر . بقعة الأشراف
. بقعة آل ساري . آل ساتر . المسفرة . وادي البير . ناجد . نيد الحرم .
العدوين . السهل . المجرم . طلان . النبشة . ذراع العدوين . آل سلمان .
الغالة . وادي الجوة . بقعة الدحرة . النفيعة . الشرقي . ذوات ريحانة .
بقعة آل امدهمل . آل مقبل .
مواطن فبيلة آل امخسافي كالتالي : وادي البر . ذراع منفة . الحليحل . الجوة . بقعة امزام . بقعة امعويدة .
مواطن قبيلة آل امداثر كالتالي : بقعة آلامداثر . بقعة البثنة . بقعة آل حسن قاسم . بقعة المجرم . بقعة آل قاسم . القاعة . الغابر .
موطن الأبيات كالتالي : بقعة العذر حيدان . بقعة آل وعالة . الكداحي .
النفيعة . بقعة آل يزيدبن مسعود . بقعة آل امقنع . بقعة العمامي . نيد
امعادي . بقعة آل امبشري
مواطن قبيلة آل سلمان كالتالي : دحرة آل سلمان . الجوة . سويقة . ذاري آل
وشاح . بقعة آل امعمرية . الحسينة . الفرع . وادي المعادي .
ويعود إلى آل عبيد ( آل امغامر ) في اللوازم القبلية كل من قبيلة آل مخشم وآل عمرو والأشراف .
مواطن قبيلة آل امخشم كالتالي : بقعة آل امخشم . الجحادم . المعرف .
مواطن قبيلة آل عمرو كالتالي : بقعة آل عمرو
مواطن قبيلة الأشراف كالتالي : بقعة الأشراف نيد الحرم . غرة . الغالة الداخلية
مواطن قبيلة آل شراحيل كالتالي : جوة آل شراحيل . المجرم . ثربة الغالة
الداخلية . الغالة الخارجية . ذراع آل حشيش . تغب . رحبان . الشرقي . مدار .
مواطن قبيلة آل ظلمة كالتالي بقعة امسندر . بقعة الجماعي . وادي امحجوري .
نيد اللمة . بقعة المفلد . نيد العقوة . نيد المجزرة . غمان . الدثنة .
الحشاى الكرس . ذراع الخيط . ذراع الكبير . ذراع الكشمة . بقعة آل جباه .
موطن قبيلة أهل الدفرة كالتالي : بقعة بردان . بقعة آل حوذان . بقعة أوباد .
الفرحة . غمان . النشرف . ذراع الغمرة . ذراغع المحماة . ذراع القرية .
ذراع بير معوان . الحبيل . الحازة.
مواطن قبيلة العمري كالتالي : بقعة آل عجيبة . بقعة آل شويهة . آل حاوي .
ذبوب . المرجلة . الحدب . آل برقان . العرق . بقعة العذر . نيد الدارة .
بقعة مسعود . الفرحة . القعبة . السربة . القرية . آل روغة . عزان . بقعة
المنهم . السربة .
مواطن قبيلة المدري كالتالي : بقعة آل زينة . نافية . النصب . الطرف .
الكوابسة . حوبة . الشلة . بقعة مدر . السرة . العرضية . الحقو . الحوية .
مواطن قبيلة الحرب والأيتام : قرظة . معجبة . القاسي . القزعة . معزب خضر . النزلة . ذمبر . بقعة آل خرب .
مواطن قبيلة بالحكم كالتالي : الخشعة . صلبة . نعيمة . الحلفة . الشرقي .
الغربي . العرة . شميلة . الفاحم . مدر . الغليلة . وقيع . الجرشة .
المخراقي . النصيب . بقعة القرية . وادي العكية . مبتع . الحقو .
مواطن قبيلة آل امثويع كالتالي : العتمة . بقعة المروة . بقعة الرجيف .
بقعة آل سليمان بن جابر . بقعة آل جبران . غربي آل جبران . بقعة آل محمد .
الهضمة . الطرف . الغمرة . الصوملة . وادي النفق . حرف الجعد ة . بقعة
الحفنة .
مواطن قبيلة آل عبدل كالتالي : اللعثة . المشرف . بقعة العلاج . المقبعي .
نيد الظالع . المرصدة . الشباب . فحيج . قرظة . فحيح . الشرقي . صمدة .
الفرحة . ذبوب . جبجبة . الضحي . الجيس . الغمر . الشوال . بقعة الحفنة .
آل حراقدة . آل مسعود . آل التليدية . آل الشامية . الرجيف .
مواطن قبيلة آل امشنية كالتالي : بقعة المرمى .قزاعة . الوشر . الفرحة .
الخوش . الفحجا . معواس السرة . الكدرة . الضحي . اليسير . الغولة . بقعة
آل جحمة . الحواجب . طالعة . الذاري . حبيل آل غاشم . بقعة آل مريع .
السمشية . القمع . ذاري الشريانة . الطحلة ,. سماية . قرن العدن . الحقو .
فيفاء بحوالي 250 كيلو متر مربع تقريباً. ويحيط بجبال فيفاء وادي ضمد من
الشرق إلى رأس القوس غربا ووادي ضهيا من الشرق إلى أن يلتقي بوادي جورا
شمالا، ووادي جورا في الشمال والغرب، حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب جبال
فيفاء وهذه الاودية ذات مياه جارية على طول العام كما يحد فيفاء من الغرب
والشمال قبائل بلغازي وجنوبا قبيلة بني حريص وشرقا قبائل بني مالك.
وتتكون جبال فيفاء من سلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع اعلاها قمة
العبسية والتي يقدر ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 8000 قدم. وجبال فيفاء
وعرة المسالك ولكن هذه الوعورة لم تصمد أمام من استوطنوا هذه المنطقة
فبعزمهم وتعاونهم شيدوا تلك المدرجات الزراعية بديعة التصميم من اعلى قمم
جبال فيفاء الى سفوحها لتحفظ التربة من الانجراف والتي تقدر بحوالي مليوني
مدرج زراعي تقريبا واسسوا وشقوا الطرق في عرض الجبال لتنقلاتهم ومواشيهم من
لأخرى وطوعوا الطبيعة الوعرة لصالحهم فمن حجارة جبال فيفاء الصلبة بنوا
بيوتهم الاسطوانية بطرازها الفريد الذي يلبي احتياجاتهم
وتعد المدرجات الزراعية في فيفاء دليل حيّ على قدرة الإنسان الفيفي في تطويع الطبيعة الجبلية الوعرة في صالح الانسان
فبناء وتشكيل المدرجات في فيفاء أسطورة من حيث بنائها، وعددها الكبير وتعد
تطورا مهما مع اتساع حاجة الإنسان للتربة والتي أذهلت كل من زار فيفاء
ولقد حافظة الصيانة المستمرة كل سنة التي يقوم بها ابناء فيفاء وعقب كل
موسم امطار للمدرجات الزراعية على بقاء المدرجات على حالها الذي بنيت عليه
وحافظة ايضاً على التربة من الانجراف مما اكسب جبال فيفاء تميز عن باقي
الجبال المجاورة من حيث كثافة الغطاء النباتي وتنوعه وقد استغل ابناء فيفاء
كل جزء تتوفر فيه تربه لإقامة هذه المدرجات لاستغلالها في الزراعة
وقد كانت هذه المدرجات ومحاصيلها الزراعية بالنسبة لأبناء فيفاء مصدر رزقهم وعيشهم في الماضي .
وتكثر الأمطار على جبال فيفاء في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر من فصول
السنة وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية وتتراوح نسبة الأمطار في
جبال فيفاء ما بين 35 إلى 45 سنتيمتر مكعب في السنة وفي الايام القليلة
الماضية وصلة ما يقارب 60 ملم في الساعة بنسبة لم تعهدها المنطقة منذ سنوات
وفي هذا العام يعد الموسم الزراعي الانجح بسبب غزارة الامطار فالمزارعون سارعوا في هذه الجبال باستصلاح الأراضي الزراعية وزراعتها
وجبال فيفاء تحوي العديد من المنتجات الزراعية الأخرى مثل البن
فيفاء المانجو والليمون والسفرجل والجوافة والتين بنوعية وقد نجحت ومن خلال
التجارب الزراعية زراعة عدد اخر من الفواكه كالافكادو والكاكة وغيرها
ولأهالي فيفاء اهتمام كبير في مجال زراعة النباتات العطرية والعناية بها
وأهمها (الكادي - النرجس - البعيثران - الريحان - البردقوش - الخزام)
وللنباتات العطرية مكانة خاصة لدى ابناء
فيفاء لذلك تجد زراعتها رعاية خاصة من قبل مواطني هذه المنطقة وتجد
النباتات العطرية التي تزرع عادتا حول المنازل في فيفاء إقبالاً من جميع
فئات المجتمع ويزداد استخدامها في المناسبات الشعبية وقد خصص الفيفيون من
أسطح منازلهم أماكن لزراعة بعض من هذه النباتات للزينة والرائحة الطيبة
ويحرص دائما ابناء فيفاء على التزين بهذه النباتات فوق رؤوسهم وفي جيوب
ملابسهم ويحملونها معهم للمساجد لتكسبهم والجوامع الرائحة الطيبة
وقد كانت النباتات العطرية ذات مردود
اقتصادي مهم وإلى ألان إلا انه لم يعد بتلك الأهمية التي كان أهالي فيفاء
يجمعونها ويجلبونها إلى الأسواق المجاورة والتي يجتمع فيها مواطني فيفاء مع
سكان المناطق الجبيلة المجاورة وابناء تهامة لتبادل المنافع فكان لسوق هذه
النباتات رواج وأهمية كبرى
وينبت الكثير من هذه النباتات بشكل طبيعي في جبال فيفاء
ورغم هذا الاهتمام الكبير بالزراعة في فيفاء واستصلاح الاراضي للزراعة الا
ان المساحات لا تزال شاسعة وتحظى هي الاخرى بنصيبها من الغطاء النباتي
الاخضر الكثيف الذي ينقسم في فيفاء إلى نوعين اشجار معمرة ونباتات حولية
وهذان النوعان يتوقف نموهما على الظروف
الطبيعية وعلى مواسم الأمطار والظروف المناخية السائدة في أجزاء هذه
المنطقة. ففي المناطق المرتفعة من فيفاء نجد غطاء نباتي كثيف تكتسي به
المرتفعات الجبلية حيث تنمو وتتنوع الحشائش الحولية خاصة في فصل الصيف
(موسم سقوط الأمطار) مثل الصباريات
والعثرب وعشرات الأنواع من الحشائش والنباتات الحولية الأخرى إضافة إلى
الأشجار المعمرة ومن أهمها السدر ، العرعر ,الجميز والمعروف محليا
(بالإبرا)، والرول والمعروف محليا (بالتالق) والقاع، التمر هندي (حمر),
,الرقع . وهذه الأشجار كانت ذات أهمية بالغة لدى مواطني هذه المنطقة فمنها
سقفوا بيوتهم وصنعوا منها الأبواب بل وصنعوا منها أداوت منزلية تعينهم على
الحياة .
ويقل الغطاء النباتي كلما اتجهنا ناحية السفوح حيث نجده يتركز في الأجزاء
السهلية وفي بطون وجوانب الأودية وينحصر ببعض الحشائش والنباتات الصغيرة
وأعداد قليلة من الأشجار المعمرة كالسدر والطلح والسيال والضهيا .
ولتعدد مناخات فيفاء فإنها تحوي ثروة هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية
تنتشر في مساحات شاسعة ومتفرقة وفي بيئات مختلفة في السواحل والوديان
والمرتفعات الجبلية وفي الحقول الزراعية وغيرها، والكثير منها نباتات
موسمية تظهر بعد هطول الامطار وتختفي عند الجفاف ومنها الاشجار المعمرة
وقد كانت فيفاء في الزمن القديم واحة خضراء شبه استوائية يغطيها غطاء نباتي
كثيف يتكون من آلاف الأجناس والعائلات بالنسبة لمعدل سقوط الأمطار خلال
فصول العام وتحديداً الصيف عندما يزيد معدل سقوط الأمطار
ولم تحظى البيئة في فيفاء حتى الآن بالاهتمام الكافي لدراسة مكوناتها من
النباتات الطبية والعطرية والكشف عنها كما لم تستغل علمياً بعد مما يغري
للقيام بأبحاث ودراسات صيدلانية على نباتات هذه المنطقة التي قد تكون
مصدراً لاكتشاف عقاقير طبية جديدة
ولما تعيشه فيفاء هذه الأيام من موسم زراعي لم تشهده من ذو زمن بعيد يسعدني
ان اشارك بهذا التقرير المصور عن الزراعة في فيفاء ونشره لكم عبر صحيفة
فيفاء لنقل صورة عن ما تتميز به جبال فيفاء في هذا المجال ليكون حافزا للجد
والإعداد من اليوم للموسم الزراعي المقبل بآمل أن يعوض الله خيرا من فاتهم
الاستفادة من الموسم الزراعي هذا العام
أثمرت المدرسة السلفية التي أقامها الشيخ / عبد الله بن محمد القرعاوي وعيا
دينيا سلفيا حيث تعلم الناس فيها أحكام الصلاة والعبادات على المذهب
السلفي المتفق مع الكتاب والسنة وطبق ذلك بعض الناس عمليا عن قناعة ، وبقي
آخرون في تردد هل يتبعون ما تعلموه في هذه المدرسة أم يبقون على المألوف
من مذهب الآباء والأجداد .
هنا ظهر صراع فكري بين الزيدية والسلفية ، تجلى ذلك فيما تعرض له كل من /
علي بن قاسم الفيفي ، وعلي بن أحمد يزيد آل شحرة بعد ما عادا من رحلتهما
لطلب العلم في سامطة من حملة استهزاء كبيرة كان لها أثر عليهما .
لقد أدركت بنفسي جانبا من هذه الحملة يوم كنت صبيا ، فقد كنت أذهب مع
الوالد لأداء صلاة الجمعة في مسجد ( الحيداني ) المعروف الواقع شرقي الجبل ،
وجماعته يتبعون المذهب الزيدي ، وأهل ذراع منفة وما حولها مشهورون بفن (
المقَّات ، بتشديد القاف مع فتحها من المقت ، والزرمة ) بتشديد الزاء مع
فتحها وسكون الراء بعدها المعروفة ، وهي من التنابز بالصفات والألقاب .
كان المصلون في مسجد الحيداني يجتمعون بعد أداء الصلاة في ساحة المسجد (
الصوح ) ، ويطلقون ألسنتهم بكلام عام فيه همز ولمز غير موجه لأحد بعينه
إنما المقصود به يكون معروفا ، هذا الأسلوب استعملوه مع من يصلي معهم على
المذهب السلفي ـ أي الذين يضمون في الصلاة ، ويؤمنون ، فيقول أحدهم : رأيته
يمسك ببطنه كأنه يؤلمه ، أو كأنه تعشى كذا وكذا ، أشيئا معينة تسبب غازات
، ويصحبون ذلك الهمز واللمز بضحكات جماعية مرتفعة ، وهم بذلك يلوحون للذين
يضمون في الصلاة ، ومن يؤمن في الصلاة يقول أحدهم : أنا سمعت كذا ، أو
سمعت كأن هرا دعس على ذيله ، ويتزامن هذا مع نصائح من العقال للوالد بأن لا
يسمح لولده يسافر وهو في ذلك السن فيتعرض للخطر .
هذه الحملة الشعواء أثرت في علي بن أحمد يزيد آل شحرة فتوقف عن الدراسة ،
وتوقف عن تطبيق أحكام الصلاة التي تعلمها ، وانضم مع أقرانه في اللهو
واللعب ، أما علي بن قاسم فقد تأثر هو الآخر وأصبح قاب قوسين أو أدنى في
ترك الدراسة وترك ما تعلمه من أحكام الصلاة لكنه بقي في صراع مع نفسه ولم
يتخذ قرارا ، وأصبح في حيرة من أمره لم يدر ما ذا يفعل إلى أن هيأ الله له
من نصحه فأنار دربه وأزال حيرته ، وهي النصيحة التالية :
من أجل تفادي ما يجده في مسجد الحيداني من مضايقات ( وزرمة ومقات ) كان
يذهب لأداء صلاة الجمعة في مسجد ( النفيعة ) الذي يصلي فيه الأمير ومن معه
من الأخوياء حيث يوجد فيه من يضم ويؤمن في الصلاة ، كان يفعل ذلك ليبتعد
عن مضايقة المستهزئين به وبأمثاله ، وكان وقتها في سن المراهقة ، وهو سن
يعيش صاحبه في دوامة من القلق والحيرة والتردد والاضطراب ، فهو في هذه السن
كان قلقا مضطربا مترددا هل يترك الدراسة وما تعلمه وينخرط مع الشباب
أمثاله ، أو يغير مسار تعلمه إلى اليمن كما فعل أسلافه ، أو يصبر على ما
يلقاه من النبذ والاستهزاء ، ولم يستطع أخذ قرار حاسم ، لكن في تلك الجمعة
المباركة ذهب للصلاة كما ذكرت إلى مسجد ( النفيعة ) فلما قضيت الصلاة خرج
من المسجد وجلس بجوار المسجد ينتظر انصراف الناس ليعود أدراجه إلى منزله ،
ويظهر أن الفقيه / حسين بن شريف العبدلي الفيفي ـ رحمه الله ـ قد لحظه في
صلاته وعند خروجه ، ويظهر أنه أعجب بنظافته وحسن أدائه للصلاة رغم صغر سنه
فتبعه حتى جلس بجواره على الجلسات التي كانت موجودة بجوار المسجد ودار
بينهما الحوار التالي معناه :
أخذ يسأله عن اسمه واسم أبيه فلما عرفه ، وكان يعرف الوالد ، قال له : سمعت
أنك هاجرت إلى سامطة لطلب العلم ، قال نعم ، فقال له : ولماذا أنت هنا ،
قال له : إنني قد ختمت القرآن وخضته ـ أي أعدت حفظه ـ وهذا هو المهم ، وأنا
أفكر في ترك الدراسة لأن الناس انتقدوني واتهموني بأنني قد غيرت المذهب
فأخذا يسأله ، هل منعه والداه من استكمال الدراسة . ؟ قال : لا ، ثم سأله :
عن الدروس التي تدرس له ، وهل التدريس منتظم في المدرسة ، وهل يجد الطلاب
الغرباء أكلا وشربا .؟ فأجابه بذكر المواد العلمية التي تدرس لهم في
التوحيد والتجويد والفقه والحديث والفرائض والنحو والسيرة النبوية وغير ذلك
، وأن الدراسة منتظمة في المدرسة من صلاة الصبح حتى صلاة العشاء ما عدى
وقت الصلوات والأكل ، وأن الأكل يؤمن لهم مجانا ، فأعجب بذلك وتمنى لو يعود
إليه الشباب ، وليس معه المشاغل الموجودة ليذهب معه للدراسة ، وذكر له
المتاعب التي يجدها من يهاجر إلى اليمن بسبب عدم توفر الأكل ومن يقوم
بالتدريس ، ثم وجه له نصيحة مدعومة بالواقع المحسوس فقال له :
يا ولدي : ترى طلب العلم فيه تعب ومشقة ويحتاج إلى صبر ومثابرة ، وقال :
العلم لا يوضع في إناء ويشرب إنما يؤخذ مسألة مسألة ، فهو كقطر المطر
النازل من السماء يأتي قطرة قطرة ، لكن مع توالي نزوله لا تلبث الأودية حتى
تتحمل سيولا من تلك القطرات ، ثم قال له : ترى علماء المذاهب كلها يأخذون
من معين ومصدر واحد هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالزيدي والشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي كلهم يأخذون من هذا المعين
والمصدر ، وأنت يا ولدي لا زلت في أول الطريق فعليك أن تجتهد في الدراسة
وتتعلم ولا تشغل نفسك بالخلاف الحاصل بين العلماء ، عليك أن تبحث وتدرس
فإذا أصبحت عالما تعرف دليل المسائل التي فيها خلاف حينئذ اختر من القول ما
له دليل من الكتاب والسنة ، ثم لفت نظره لحال الذين يستهزئون به ، فقال :
إن الذين يستهزئون بك جهال لا يعرف أحدهم حكم الوضوء ، وقال له : إن لهؤلاء
أمثالا من الذي كانوا يستهزئون بالرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل
والدعاة والعلماء ، وطلب منه أن يعرض عنهم ولا يلقي لهم بالا ، ثم سأله
فقال : هل منعك أبوك وأمك من الهجرة .؟ فقال : لا ، فقال له : الآن اذهب
إلى بيتك واستأذن من والديك وارجع إلى سامطة واستكمل دراستك ، ولم يفارقه
حتى وعده بالعودة إلى سامطة ، وقد رجع إلى البيت ، وأخبر الوالد بأنه يرغب
العودة إلى سامطة ، ومن توفيق الله أنه لم يمنعه ولم يعارضه ، وطلب منه أن
يستأذن من أمه ، فلما استأذنها وفقها الله هي الأخرى وقالت : لن نمنعك من
طلبة الله ، ولا نقدر على حمايتك من الموت إذا أراد أخذك حتى لو وضعناك في
هذه ( السحارة ) ، وأشارت إلى سحارة كانت موجودة في البيت ، والسحارة هي
الخزنة المعروفة التي تحفظ فيها الأشياء الثمينة ، وجهزته بما تيسر من زاد
ودعاء بأن يوفقه الله ويحفظه ، وهي دعوة من أم محبة لا شك مستجابة ، وانطلق
عائدا إلى المدرسة في رحلة شاقة محفوفة بالمجهول والمخاطر
كما ذكرت سابقا بأن زميله ورفيق دربه / علي بن أحمد بن يزيد آل شحرة ـ
رحمه الله ـ قد تأثر بما يقوله المستهزئون فترك الدراسة وانخرط مع إخوته
وغيرهم في اللهو واللعب ، وكان يسكن هو وإخوته مع والدهم في منطقة ( سقام )
المعروفة في أسفل الجبل من جهة الجنوب .
لما عزم علي بن قاسم على العودة للدراسة لا شك أنه وجد هما وقلقا كبيرا لأن
سفره الآن سيكون وحيدا بدون مرافق بعكس المرات الأولى التي كان يرافقه
فيها زميله / علي بن أحمد آل شحرة ، وتصور مدى الصعوبة عليه وعلى الوالدين ،
وفي ذلك الوقت لا توجد وسائل للنقل والمواصلات ، والمسافات بعيدة لعدم
وجود طرق معبدة ، والطرق محفوفة بالمخاطر ، وكان عمره حوالي السادسة عشرة ،
والمسافة بين فيفاء وسامطة بعيدة ، والطريق متعب وغير آمن ، ولا يوجد
وسيلة للركوب وحمل الأمتعة الخاصة به ، لكن أمله لم ينقطع في أن يسافر معه
زميله / علي بن أحمد آل شحرة ، وأنه سوف يستطيع أن يقنعه بذلك ، فانطلق في
سفره إلى جهة ( سقام ) وهناك وجد زميله مع إخوته وقد انغمسوا في حب اللهو
واللعب ، فعرض على زميله بأن يعود معه فرفض ، بل عرضوا عليه بأن يرافقهم
إلى مكان اللهو واللعب ويترك الدراسة لكن الله ثبته ، فانصرفوا إلى لهوهم
ولعبهم ، وهو ذهب إلى مسجد ( الطحلة ) القريب ونام تلك الليلة في المسجد ،
وفي الصباح أتى إلى المسجد لصلاة الصبح / سليمان بن محمد علي آل خفشة وكان
يسكن بالقرب من المسجد فوجد عليا وتعرف عليه ، وسأله ما الذي أتى به إلى
هناك فأخبره ، فذكر له حال / علي بن أحمد وإخوانه وأنه قد توجه إلى غير
وجهته ، ثم أخذته النخوة وشد سرج دابته ( حماره ) وحمل عليه أغراض الأخ /
علي ورافقه إلى سوق العارضة ، وهناك زوده برسالة إلى صديق له في إحدى القرى
اليمانية التي تقع على طريقه ، وطلب من الأخ / على أن يرافق بعض الذين
أتوا للسوق من أهل أبي عريش حتى مفرق الطريق اليماني الذي يتجه إلى سامطة ،
واتجه إلى الطريق الذي يؤدي إلى سامطة ، وتنقل من قرية إلى أخرى حتى وصل
سامطة ولله الحمد .
ونستكمل قصة هذه الرحلة الشاقة لنعرف في آخرها تلك المعاناة التي يعانيها
الوالدان في حال سفر أحد أبنائهم في مثل هذه الرحلة ، كان بعد سامطة عن
فيفاء في ذلك الوقت أكثر من بعد أمريكا عن فيفاء في الوقت الحاضر ، فالطرق
شاقة ، ووسائل النقل معدومة ما عدى الحمير والجمال لمن هي في مساره وتوفر
لديه أجرة ركوبها ، والمواصلات معدومة فلا بريد ولا تلفون فضلا عن الجوال
الذي أصبح في وقتنا الحاضر مع الرجل والمرأة والكبير والصغير فسبحان من غير
الأحوال .
كانت وسيلة التواصل بين المغترب وأهله في ذلك الوقت هي الرسائل المكتوبة ،
ووسيلة نقلها هو مع الذين يقصدون الأسواق الأسبوعية في المنطقة لكن فيفاء
كانت معزولة في جبالها ، وأقرب الأسواق التي يقصدها المتسوقون القريبة من
فيفاء هو سوق عيبان ، وسوق العارضة ، ولك أن تتصور كيف يمكن لرسالة مع أحد
من يقصد هذه الأسواق ترسل من سامطة إلى فيفاء كيف يوصلها حاملها إلى
المرسلة إليه ، وهو لا يعرف صاحبها ، هذا إذا كان مهتما بإيصالها من باب
فعل الخير .
بعد ما وصل / علي بن قاسم إلى سامطة انكب على طلب العلم في جد واجتهد ،
واستغرق في ذلك حتى نسي أهله ولم يشعر بالغربة والوقت ، فطالت المدة التي
قضاها في سامطة حتى تحرك الوجد عند أمه ، وأصبحت تفكر فيه أهو حي أم ميت
لانقطاع أخباره ، وكانت الوالدة جلدة على الصبر والتحمل ولكن لكل شيء حدود ،
فلما زاد شوقها لأخبار ولدها طلبت من الوالد السؤال عن الولد والبحث عن
مصيره ، فقال لها : أين أبحث عنه وحد معرفتي سوق عيبان ، ولو كان خبره من
عيبان إلى أعلى الجبل لعلمنا بذلك ، أما ما بعد عيبان فكيف أستطيع معرفة
ذلك . ؟ .
وزاد الحنين ، وزاد الطلب من الأم الحنون للوالد بأن يبحث عن الولد ، فهو
الرجل الذي يجب عليه أن يفعل ذلك ، عندئذ تذكر الوالد الشيخ / عبد الرحمن
بن محيميد الذي كان أميرا للعارضة ، وهو زوج ( محسنة بنت فرح ) التي هي بنت
أخته من الرضاعة ، والعارضة وإن لم يصلها من قبل فجهتها أمام ناظريه ،
وتوجه إلى العارضة مشيا على الأقدام ، ولما وصل العارضة استقبل من بنت أخته
وزوجها وفرحا به ، وقص عليهما خبر مجيئه فاهتم الشيخ / عبد الرحمن بن
محيميد بالموضوع .
إنه يأتي لسوف العارضة متسوقون من أبي عريش ، ويأتي لسوق أبي عريش متسوقون
من أحد المسارحة ، ويأتي لسوق أحد المسارحة متسوقون من سامطة فأعد ابن
محيميد خطابات لزملائه أمراء أبي عريش ، وأحد المسارحة ، وسامطة يطلب منهم
مساعدة الوالد حتى يصل سامطة .
عند قرب انصراف المتسوقين من سوق العارضة أحضر للوالد حمارا ووضع له عليه
زادا وشيئا من الماء وقربه إلى الوالد ليركب عليه ، فاستغرب الوالد إحضار
هذه الدابة الغريبة عليه لأنه لم يتعود عليها من قبل فضلا عن ركوبها ، فقال
الوالد للشيخ / عبد الرحمن مستغربا ما ذا أفعل بهذه العلة . ؟ قال تركب
عليها ، فقال والله : إن حملها أهون علي من الركوب عليها ، ورفض الركوب
عليها ، وقال أنا أمشي مع الذين قلت أمشي معهم ، فقال له : إنك لا تستطيع
ذلك فالطريق مهلكة فقال : أنا لا أستطيع ركوب هذه العلة .
عندئذ غير الأمير الخطة فأرسل رسولا من عنده إلى أمير أبي عريش ، وطلب منه
أن يرسل رسولا إلى أمير أحد المسارحة ، وطلب منه أن يرسل رسولا إلى أمير
سامطة ليأتي بخبر الولد ، وطلب من كل رسول أن ينتظر حتى يجيء الرسول الآخر ،
وما هي إلا أيام قليلة حتى أتي للوالد برسالة خطية من الولد تبشر بصحته
وأنه سيعود إلى البلاد قريبا فأخذ الوالد تلك الرسالة ورجع إلى الوالدة
مبشرا .
حرصت على نقل هذه الواقعة لأن لها علاقة بقصة التعليم في فيفاء ، وحتى يعلم
أبناؤنا شيئا من تلك المعانات التي كان يعانيها المتعلمون في ذلك الوقت ،
والدنيا كلها كبد وعناء في الماضي والحاضر أعان الله الجميع على أمور
الدنيا والدين ..
جبــال فيفـــاء
» أين تقع جبال فيفاء ؟
تقع جبال فيفاء في شرق منطقة جازان، وتبعد عن مدينة جازان بمسافة تقدر بـ 125 كيلو متر
نبذة مختصرة عن جبال فيفاء :
جبال فيفاء عبارة عن مجموعة من الجبال ملتفة حول بعضها تبدو من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل لذلك يطلق عليها جبال فيفا أو جبل فيفاء. وهي كتلة جبلية صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في جميع الاتجاهات ولذا فإن مسالكها وعرة للغاية كثيرة المنعطفات..
وبماذا تمتاز جبال فيفاء عن غيرها ؟
وتمتاز جبال فيفا عن الجبال المحيطة بها بكونها أكثرها خصوبة وقابلية
لشتى أصناف النباتات مما يجعلها كتلة خضراء كبيرة منسوجة في نواحيها لوحات
فنية بالورود والأعشاب والشجيرات المختلفة الأنواع والأشكال. ولهذا، تعتبر
الزراعة من الحرف الرئيسية لأبناء فيفا.
وإذا فضلت أن تقضي وقتك داخل استراحة أو شقة مفروشة فهذه قائمة ببعض الاستراحات في الجبل مع عناوينها:
- استراحة فيفاء للغرف والشقق المفروشة – طريق بقعة حيدان
- استراحة السلام للشقق والغرف المفروشة – الطريق العام
- استراحة الجبل للشقق والغرف المفروشة – نيد الضالع
- استراحة الديرة للشقق والغرف المفروشة – نيد الدارة الطريق العام
- إستراحة البلد – الطريق العام نيد الضالع
- استراحة الواحة – الطريق العام نيد الصدر
- استراحة جوهرة الحزام – أمام استراحة السلام
وقبل أن نختم جولتنا مع الجبل لي ملاحظة
سريعة ، يجب ألا تنزعج إذا استضافك أحدهم على تناول وجبة الغداء أوعشاء لأن أهلها معروفين من الكرم وأنسى أن ترفض الدعوه
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق